القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم الأدب العربي ومراحل تطوره عبر العصور

 

مراحل تطور الادب العربي على مر العصور
مفهوم الأدب العربي ومراحل تطوره عبر العصور

مقدمة

الأدب العربي تعريفه ومراحل تطوره عبر العصور من الموضوعات الأساسية التي يجب أن يعرفها ويلم بها كل دارس ومهتم بالأدب لإنماء ثقافته وزيادة معرفته به ،حيث كثرت وتعددت المدراس الفكرية حوله وتباينت فيها الرؤى والأفكار، فقد تطور الأدب العربي بتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار المدنية والحضارة .

تطور الأدب العربي عبر العصور

لقد تطور مفهوم كلمة أدب بتطور الحياة العربية عبر العصور الأدبية المتعاقبة من الجاهلية  حتى وصلنا إلى يومنا هذا المسماة بالمدنية الحديثة .

ففي الجاهلية (مائة وخمسون سنة قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم):

كان أول استعمال لكلمة الأدب في كلام العرب شعرا ونثرا بمعنى الدعوة إلى الطعام ، فقد جاء على لسان طرفة بن العبد : نحن في الشتاة ندعو الجفلي ... لا ترى الأدب فينا ينتقر.

والجفلي : أن يعم ً بدعوته إلى الطعام ولايخص واحدا ، والأدب الذي يدعو إليه المأدبة وهي كل طعام يدعو إليه .

وكانو يقولون : أدب القوم يأدبهم أدبا ، إذا دعاهم إلى طعام يتخذه ، كما اشتقوا كلمة أدبة وهي الوليمة

وفي الصدر الإسلامي ( من بداية الدعوة والخلفاء الراشدين)

تم استخدام كلمة الأدب بمعنى جديد بعد أن أضيف إلى المعنى الحسيً معنا آخر وهو معنى نفسي ينطوي فيه وزن الأخلاق وتقويم الطباع والمناسبة بين أجزاء النفس في استوائها على الجملة وصارت كلمة أدب تعني تعلم المأثور من الشعر والنثر، وقد ورد في الدرر المنتثرة أن أبا بكر رضي الله عنه قال: يارسول الله لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك فمن أدبك ؟ قال  :أدبني ربي ونشأت في بني سعد .

في العصر الاموي  

إضيف إلى المعنى الخلقي والتهذيبي ، معنى أخر وهو معنى تعليمي ، فقد ظهرت طائفة من المعلمين تسمى المؤدبين كانوا يعلمون أولاد الخلفاء فيلقنوهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام ، وأتاح هذا الإستخدام لكلمة أدب أن تكون مقابلة لكلمة العلم الذي كان يطلق حينها علي الشريعة الإسلامية ومايتصل بها .

في العصر العباسي (يشتمل على العصر الأموي حتى سقوط دولة الخلافة على يد التتار)

استفاض استعمال كلمة أدب ، وكانت مادة التعليم الأدبي قائمة بالرواية من الخبر والنسب والشعر واللغة ، فأطلقت على كل هذا وأنزلت منزلة الحقائق العرفية اصطلاحا ، وبهذا المعنى نقل ابن خلدون عن الأدباء في حد الأدب : إنه حفظ أشعار العرب وأخبارها والأخذ من كل علم بطرف .

ولم تقف كلمة الأدب عند هذا المعنى التعليمي الخاص بصناعتي النظم والنثر ومايتصل بهما من الملح والنوادر، فقد إتسعت لتشمل كل المعارف غير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي فقد جاء على لسان الحسن السهلي قوله :

الأداب عشرة : فثلاثة شهرجانية ، وثلاثة أنوشروانية، وثلاثة عربية، وواحدة أربت عليهن ،فأما الشهرجانية، فضرب العود ولعب الشطرنج ولعب الصوالج، وأما الأنوشورانية فالطب والهندسة والفروسية ، وأما العربية فالشعر والنسب وأيام العرب ، وأما الواحدة التي أربت عليهن ، فمقطعات الحديث والسمر ومايتلقاه الناس بينهم في المجالس .

تدوين الأدب

يعنى به تدوين الأدب نشاته وتطوره وأهم أعلامه من الشعراء والكتاب،وكتاب تاريخ الأدب يتبعون مناحي متباينة في كتابتهم ، فمنهم من يتناول العصور التاريخية عصرا عصرا ، ومنهم من يتناول الأنواع الأدبية ، كالقصة والمسرحية والمقامة ، ومنهم من يتناول الظواهر الأدبية ، كالموشحات ومنهم من يتناول الشعراء في عصر معين أو من طبقة معينة .

حتى إذا جاء العصر العباسي الثاني أخذ الأدب يستقل عن النحو واللغة ويعني بالمأثور شرحا وتعليقا والأخبار التي تتعلق بالأدباء أنفسهم .

أما في العصر الحديث ، اتجه عدد كبير من الأدباء والمؤلفين والدارسين ، فكتبوا تاريخ الادب العربي في كتب اختلفت في حجمها ومناهجها .

مفهوم الأدب :

مازالت كلمة الأدب تثير الجدل والتساؤلات منذ أواسط القرن الماضي حتى أصحاب نظرية الأدب في العصر الحديث ـ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا ـ وصارت تدل على معنيين :

الأدب يمعناه العام 

فإنه يشمل كل ماأنتجه عقل الإنسان ، وكان له أثر من أثار تفكيره ، وهو يرادف لفظ الثقافة ، فاالعلوم الفلسفية والرياضية والاجتماعية واللسانية ، وكل فن من الفنون الجميلة كالشعر والكتابة ، وكل ما يدعو الى تثقيف العقل يدخل في باب الأدب بمعناه العام.

وأما الأدب بمعناه الخاص

فيمكن تلخيصه بتعريف جامع شامل يحاول التوفيق بين تعريفات المحدثين فيكون :هو كل مايؤثر في النفس من نثر رائع وشعر جميل ، يراد به التعبير عن مكنون العواطف والضمائر وسوانح الخواطر بأسلوب إنشائي أنيق ، ويشمل الشعر والنثر الفني فحسب.

أما في العصر الحديث فقد صار يعبرعن الأدب بمفاهيم جديدة منها

  1. بأنه هو كل شيء قيد الطبع.
  2. وهناك من يقصره على الكتب العظيمة.
  3. وآخر يعرفه بأنه فن الادب التخيلي الابداعي ـ والكتابة التخيلية ــ هي التي تصدر من الخيال فلا تطابق الواقع.
  4. وهناك من يعرف الأدب بأنه كل كتابة تستخدم اللغة استخداما خاصا تختلف عن استخدامها في الحياة اليومية والعلمية .
  5. وهناك من يعرف الأدب بأنواعه أو أجناسه التي يتضمنها ، ووفقا لهذا التعريف يصبح الأدب هو كل كتابة تنتمي إلى الشعر والراوية والخطبة والمسرحية والقصة القصيرة والتراجيديا والحكمة ، أما الكتابات الأخرى كالتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم فهي خارج إطار الأدب .

الأجناس الأدبية في اللغة العربية ونشأتها؟

تعود بدايات الأجناس الأدبية إلى اليونانيين، إذ إنّ أفلاطون أوّل مَن أشار إلى فكرة التّجنيس الأدبي لكنه لم يذكر تصنيفات، ولم يقوم بتحديد دقيق للمصطلح.

أمّا أرسطو فقد قسّم الشعر إلى أجناس كشعر الملاحم والملهاة والمأساة ولم يصنف الموسيقى بين تلك الأجناس؛ لأنّه أراد إدخالها في جنس الموسيقى.

أمّا في اللغة العربية فقد ظهر مصطلح الأجناس الأدبية عند العرب لأوّل مرة عند الجاحظ، إذ أشار إلى أنّ الشعر جنس من التصوير، ولا نجد وجودًا لمصطلح الأجناس الأدبية في الأدب الجاهلي.

واقتصرت الأجناس الأدبية عند العرب قديمًا على الشعر النثر، وصنّفوا النثر إلى خطابة ورسالة ومقامة وسجع وحديث، أمّا الشعر كانت تصنيفاته قائمة على النوع؛ أي الغرض الشعري مثل: شعر الهجاء، شعر المديح، شعر الرثاء، شعر الغزل، والقصة الشعرية.

أمّا فيما يخص الأجناس الأدبية المعروفة فقد تأخرت للظهور في الأدب العربي، فقد ظهرت أواسط القرن التاسع عشر نتيجة الاحتكاك بالغرب، فقد ظهرت مجموعة من الأجناس المتطورة كالرواية والقصة القصيرة والأقصوصة والمسرحية.

تعد المقالة البداية السردية الأولى، فقد روى العرب قصص الحيوان والملاحم الشعبية وحكايات ألف ليلة وليلة، ولكن كل هذا كان يندرج تحت فن النثر ولم يوضع تحت تصنيفات آنذاك.

السيرة الذاتية

وهي كل نصّ نثريّ كتبه كاتب ما عن حياته الشخصية، ظهرت في القرن الثامن عشر، وتختلط فيها أحيانًا الحياة والواقعية مع الخيال، ويشابه هذا النوع: المذكرات، الاعترافات.

الرواية

وهي جنس أدبي حكائي، يعتمد على السرد ويخالف الأسطورة بأنه منسوب إلى كاتب معين، ويتميز عن الملحمة بنثريته، وعن المحكي التاريخي بنزعته التخيلية أحيانًا، كما يتميز عن الأقصوصة والخرافة بِطُوله. 

القصة القصيرة

وهي عمل أدبي يُصوّر حادثة واحدة في وقت واحد وزمان واحد، يعرض الكاتب فيها لصراع مادي أو نفسي وما بهما من مصاعب وعقبات.

الأقصوصة

وهي محكيّة نثريّة في صفحة أحيانًا أو في صفحات قليلة، وهي تسرد مشابهة للواقع ومحتمل حدوثها، وتقوم على رسم منظر واحد، وهي أقصر من القصة القصيرة.

الحكاية

ويقصد بها مجموعة من الوقائع الحقيقية أو المتخيلة، يحكيها شخص ما لكنه لا يلتزم قواعد الفن الحكائي من حيث السرد والتسلسل.

المسرحية

جنس أدبي في شكل درامي، يقدّم نصها على خشبة المسرح بواسطة ممثلين يؤدّون أدوار الشخصيات الحقيقية ويدور بينهم حوار.

وبهذه النظرة الحديثة للأدب ، لم يعد الأدب مقصورا على الكلمة المكتوبة ولم يعد مرتبطا بأنماط السلوك ، بل أصبح فنا من الفنون الجميلة ـ مكتوبا أو شفهياـ التي تصور الحياة وأحداثها من أفراح وآلام ، من خلال مايختلج في نفس الأديب من عواطف وأفكار، متوسلا باللغة و يشترك في جوهره مع سائر الفنون التشكيلية او الغنائية والتمثيلية .

ومن اللطائف التي يمكن الإشارة اليها أن الأدب في الاصل اللغوي مأخوذ من مأدبة : أي الطعام الذي يدعىى إليه الناس ، ولذالك كان معناه في الاصطلاح يشمل التثقيف والتهذيب في العقل والشعور ، فكما أن الطعام يغذي الأبدان فإن الادب يغذي العقل والوجدان.

 المراجع 

  1. مصطفى صادق الرافعي: تاريخ آداب العرب.
  2. شوقي ضيف: تاريخ الأدب العربي ،العصر الجاهلي.

شوقي ضيف / تاريخ الادب العربيمصطفيى صادق الرافعي / تاريخ أداب العرب



 

تعليقات

التنقل السريع